سورة النحل - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النحل)


        


{وعلى الذين هادوا حرَّمنا ما قصصنا عليك من قبل} يعني: في سورة الأنعام: {وعلى الذين هادوا حرمنا كلَّ ذي ظفر...} الآية. {وما ظلمناهم} بتحريم ما حرَّمنا عليهم {ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} بأنواع المعاصي.
{ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة} أَيْ: الشِّرك {ثم تابوا من بعد ذلك} آمنوا وصدَّقوا {وأصلحوا} قاموا بفرائض الله وانتهوا عن معاصيه {إن ربك من بعدها} من بعد تلك الجهالة {لغفور رحيم}.
{إنَّ إبراهيم كان أمة} مؤمناً وحده، والنَّاس كلُّهم كفَّارٌ {قانتاً} مُطيعاً {لله حنيفاً} لأنَّه اختتن وقام بمناسك الحجِّ.


{وآتيناه في الدنيا حسنة} يعني: الذِّكر والثَّناء الحسن في النَّاس كلِّهم {وإنَّه في الآخرة لمن الصالحين} هذا ترغيبٌ في الصَّلاح؛ ليصير صاحبه من جملة مَنْ منهم إبراهيم عليه السَّلام مع شرفه.
{ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفاً} أمر باتِّباعه في مناسك الحجِّ، كما علَّم جبريل عليه السَّلام إبراهيم عليه السَّلام.


{إنما جُعِلَ السبت على الذين اختلفوا فيه} وهم اليهود، أمروا أن يتفرَّغوا للعبادة في يوم الجمعة، فقالوا لا نريده، ونريد اليوم الذي فرغ الله سبحانه فيه من الخلق، واختاروا السَّبْتَ، ومعنى اختلفوا فيه، أَيْ: على نبيِّهم حيث لم يطيعوه في أخذ الجمعة، فجعل السَّبْتَ عليهم، أَيْ: غَلَّظَ وضيَّق الأمر فيه عليهم.
{ادع إلى سبيل ربك} دين ربِّك {بالحكمة} بالنُّبوَّة {والموعظة الحسنة} يعني: مواعظ القرآن {وجادلهم} افتلهم عمَّا هم عليه {بالتي هي أحسن} بالكلمة اللَّيِّنة، وكان هذا قبل الأمر بالقتال، {إن ربك هو أعلم...} الآية. يقول: هو أعلم بالفريقين، فهو يأمرك فيهما بما هو الصَّلاح.
{وإن عاقبتم...} الآية. نزلت حين نظر النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى حمزة وقد مُثِّل به، فقال: واللَّهِ لأُمَثِلنَّ بسبعين منهم مكانك، فنزل جبريل عليه السَّلام بهذه الآيات، فصبر النبيُّ صلى الله عليه وسلم وكفَّر عن يمينه، وأمسك عمَّا أراد. وقوله سبحانه {ولئن صبرتم} أَيْ: عن المجازاة بالمثلة {لهو} أَيْ: الصَّبر {خير للصابرين} ثمَّ أمره بالصَّبر عزماً، فقال: {واصبر وما صبرك إلاَّ بالله} أَيْ: بتوفيقه ومعونته {ولا تحزن عليهم} على المشركين بإعراضهم عنك {ولاتك في ضيق مما يمكرون} لا يضيق صدرك من مكرهم.
{إنَّ الله مع الذين اتقوا} الفواحش والكبائر {والذين هم محسنون} في العمل بالنَّصرة والمعونة.

2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9